إن سفر التوراة الموجود في الكنس والمخطوط على جلد لا يحتوي إلا على الأسفار الخمسة وهي: سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، وسفر التثنية. ولكن الكتاب المقدس المطبوع والمسمى «الكتاب المقدس العبري» أو «العهد القديم» فيضم أربعاً وعشرين سفراً، يبدأ بأسفار التوراة الخمسة وكتب الأنبياء وينتهي مع المكتوبات.

توضع سفر التوراة المخطوط في صندوقٍ من الخشب المرصع بالذهب أو الفضة وعليه تيجان أو زهور. وعليه أيضاً كساء مخملي مطرز بخيوط الذهب أو الفضة. نجد هذا الطراز عند اليهود في الدول العربية والإسلامية ولكن اليهود الأوروبيين يستعملون الكيس المخملي لوضع سفر التوراة المخطوط بداخله لحفظه. وتوضع أسفار التوراة المخطوطة في الكنس داخل خزانة كبيرة مبنية في الجدار الذي تكون وجهته إلى البيت المقدس («كتاب التثنية» من تأليف الحاخام موسى بن ميمون باب المحبة شرائع الصلاة ١١: ٣).

الجزء الأقدم والأقدس من الكتاب المقدس هو أسفار موسى، التي تشتمل على ست مئة وثلاثة عشر أمراً على الحياة الاجتماعية (هذا الرقم من أقوال الحاخام شيملاي في التلمود البابلي “ماكوت” ٢٣ب). بالإضافة إلى هذه الوصايا الكثيرة يشتمل كتاب التوراة على سرد لتاريخ العالم بصورة عامة وعلى تاريخ بني إسرائيل بصورة خاصة. تبدأ التوراة بالتكوين وتنتهي ببني إسرائيل وهم على أهبة العودة إلى بلاد إسرائيل بعد أن نزلت عليهم التوراة في جبل سيناء، وبعد أن تاهوا أربعين سنة في الصحراء.

الكتاب المقدس العبري الكامل يتحدث عن تاريخ بني إسرائيل وملوكهم لفترة ألف عام تقريباً. وهو كله مقدسا، لكن حسب التلمود (الميشنا “سَنْهِدرين” ١٠: ١) فإن التوراة فقط هي التي تعتبر من الرب سبحانه وتعالى المباشر على جبل سيناء، وتعتبر بقية أقسام الكتاب المقدس موجهة من المولى تعالى إلى أنبياء بني إسرائيل، عليهم السلام، لكن لا تعتبر هذه الأسفار كلام الله تعالى المباشر.

وفقا لحكماء التلمود (كتاب سيفرا عن سفر اللاويين ٢٧ :٣٤، التلمود البابلي “صوم يوم الغفران” أو “كيفّوريم” ٨٠ب) لا يمكن أبدا أن تُنسخ أو تغير وصايا التوراة التي نزلت من المولى تعالى على النبي موسى عليه السلام بقوله تعالى ﴿فَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ، لاَ تَزِيدُوا عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ﴾ (التثنية ١٢ :٣٢ ترجمة كتاب الحياة). ومن هذا السبب نجد فرقاً كبيراً بين أسفار التوراة وبين الأسفار الأخرى في الكتاب المقدس العبري. لأن الأنبياء، عليهم السلام، الذين تنبئوا بعد فترة التوراة ليست لهم القدرة والسلطة لتغير شيئا من وصايا التوراة. قد أرسلهم المولى تعالى حتى يتنبئوا عن ما يحدث في المستقبل وليرشدوا بني إسرائيل على الطريق الصحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *