حكومة حيدر العبادي، ومن قبلها كل الحكومات العراقية، تقع حسب المعايير الدولية للمنظمات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان في أعلى درجات الفساد. كما أنها في أعلى درجات الانحلال والجريمة، خاصة بعد أن تنازلت عن واجباتها وسلَّمتها إلى قيادة ميليشيات ملوَّثة بالجهل والتعصب وضليعة بالإرهاب والجريمة.

وإذا كان سكوت العالم مستغرباً في فضحها والدعوة إلى إسقاطها، فإن الأغرب من كل ذلك هو أن تقف إلى جانبها كل من الإدارة الأميركية، وإدارة نظام (ولاية الفقيه) في إيران. لقد أقامت الإدارتان الدنيا ولم تقعدها في وجه أنظمة عربية ليس لسبب إلاَّ لأنها تتميز بديكتاتورية سياسية، ودعت ليس إلى إسقاط تلك الأنظمة وحسب، بل إنها وفَّرت لمعارضيها كل أسباب الدعم والحماية، ولهذا فقد روَّعهما النظر إلى قشة في عيون تلك الأنظمة، ولكنهما لم تريا الجسر من العيوب في عيون حكومات الاحتلال في العراق، ونظمتا فيها قصائد الغزل والمديح، وعمدا للدعوة إلى حماية تلك الحكومات بعد أن وصفت معارضيها بـ(الإرهابيين والتكفيريين).

وإذا كنا نشكر المنظمات الدولية الأهلية والرسمية لاهتمامها بالكشف عن جرائم حكومات الاحتلال في العراق، وبالكشف عن مروحة واسعة من أوجه فسادها، فإننا نطالبها بأن تقوم بمسؤولياتها كاملة، وذلك بتعرية كل جهة رسمية، دولية عربية أو إقليمية، تعمل على تغطية فساد تلك الحكومات وجرائمها التي لا تُعدُّ وتُحصى. وبناء عليه يتكامل فعل الكشف عن وجوه اللصوص مع الكشف عن وجود من يحميهم ويُعتِّم على جرائمهم، بل ويعمل على تجميلها وتجهيل القى التي تعمل على إسقاطها، وكنس وجودها لكنس كل أنواع الفساد والجرائم التي ترتكبها بحق من تزعم أنهم شعبها.

فلنطلق الصوت عالياً، وفي حملة إعلامية منظَّمة، ونصرخ بشدة في آذان (الولي الفقيه) الإيراني، وكذلك في آذان المستعمر الأميركي، لعلَّهما وعساهما أن يخجلا من نفسيهما جراء ما يسبغونه من شرعية على الفساد واللصوصية والإجرام. ونقول لهما: كفاكما خداعاً وكذباً على المغفَّلين وناقصي العقل والإيمان. وأما نحن فلن تنطلي علينا وسائل الكذب والخداع. وما على الشعوب التي يمثلها (الولي الفقيه) في إيران، والتي يمثِّلها (الولي المستعمر) في البيت الأبيض، إلاَّ أن تنفض في وجهيهما، وتدعوهما إلى الكفِّ عن تزييف الحقائق، والكف عن السكوت عن الفاسدين والمجرمين. لأن من يغطي على فاسد ويحميه فهو أكثر فساداً منه. كما أن من يغطي على مجرم ويحميه فهو أكثر إجراماً منه.

ولكل ذلك، فإن (الولي الفقيه) في طهران، و(الولي المستعمر) في البيت الأبيض، هم أكثر إجراماً من حكومة العبادي و(حشده الإيراني). ولن تنفعهما حملات التعتيم والتجهيل على كل الحكومات الفاسدة التي سبقت حكومة العبادي، أو التي ستأتي بعدها.

Amal A Lami

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *