السويد.. والد فتى سوري قتل زميله طعنا يتحدث عن ملابسات الحادثة الشرطة السويدية – وكالات
أجرى أكبر موقع سويدي ناطق بالعربية، لقاء حصريا مع والد فتى سوري طعن زميلا له يوم الاثنين 11يناير/كانون الثاني الجاري، فأرداه قتيلا، على خلفية الانتقام لشجار سابق وقع بينهما.

وقال “مصطفى” والد الفتى “أحمد الحاج علي” البالغ 14 عاما، إنه منذ حوالي شهر ونصف تقريبا حدثت مشكلة مع ابنه عندما قام الصبي المقتول بالاعتداء على أحمد وضربه وإصابته إصابة بليغة في ظهره وتصوير فيديو له ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، حسب ما نقل موقع “الكومبس”.

وأوضح “مطصفى” أن سبب الخلاف بسيط جدا ويتعلق بمحاولة ابنه مساعدة صديقه والترجمة له خلال حديثه مع طالبة زميلة لهما، إلا أن الفتاة بدأت بتوبيخ ابنه وحصلت مشاجرة بالكلام بينهما، حيث حاولت الفتاة الاحتماء بالفتى الآخر (زميل أحمد) الذي قام بالاعتداء على أحمد.

ولفت الأب إلى أن ابنه عانى من حالة نفسية صعبة جدا بعد وقوع الشجار بينه وبين الفتى، وأصبح يكره الذهاب للمدرسة بسبب تعرضه للاستهزاء من قبل طلاب المدرسة الواقعة جونب السويد، مشيراً إلى أن الفتى المعتدي قام بتصوير مقطع فيديو يقول فيه “شاهدوني كيف سوف أضرب أحمد”، ومن ثم تابع زميل آخر له تصوير اعتداء الفتى على أحمد وافتخاره بما فعل.

وقال والد “أحمد” أن إدارة المدرسة تواصلت معه وأخبرته بالحادثة وضرورة تقديم بلاغ لدى الشرطة، مبينا أنه أخذ أحمد إلى المستوصف لإجراء الفحوصات الطبية وتصوير مكان الإصابة، إلا أنهم قرروا تحويله إلى المستشفى للقيام بالعلاج المناسب له بسبب إصابته بالفتق في الفقرتين 10 و 11 وإجراء تصوير شعاعي لظهره، ولمكا طلب الأب من المستشفى الحصول على تقرير طبي وتصوير آثار الضرب والكدمات الموجودة على جسمه وخاصة في البطن والوجه، لم يتجاوبوا مع الطلب، حسب قوله.

وأشار مصطفى إلى أن المدرسة لم تتخذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر، ورغم من إبلاغ كل من مكتب الشؤون الاجتماعية (سوسيال) والشرطة بوقوع شجار وإصابة أحمد في ظهره إلا أنهم لم يكترثوا كثيرا للحادثة، موضحا أن الشرطة كتبت ضبطا بالحادثة ووعدته بإرسال بريد له خلال 15 يوما مع إمكانية تحويل القضية إلى المحكمة للنظر فيها، لكن الموضوع بقي على حاله، وبعد مرور حوالي شهر ونصف تقريبا لم يتم إرسال أي بريد ولم يتم اتخاذ أي تدابير قانونية.

وبحسب الأب فإن أحمد كان يشعر بالضيق كثيرا خلال الفترة الماضية وكان في حالة يرثى لها تشبه العقدة النفسية نتيجة وقوع الشجار، منوها إلى أن المدرسة مارست ضغوطا شديدة عليه وعلى أحمد من أجل العودة إلى دوام المدرسة ومتابعة نشاطه التعليمي في الصف قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الفتى المعتدي.

ورغم أن إدارة المدرسة وعدت أحمد بأنها ستقوم بإجراءات قانونية لمحاسبة زميله الذي اعتدى عليه وفصله من المدرسة مؤقتا كعقوبة له، إلا أن ذلك لم يحدث كما أن الشرطة لم تفعل أي شيء، حسب رواية الأب.

وأكد الوالد أنه طيلة الفترة الماضية كان يحاول تهدئة ابنه وإقناعه بأنه سيحصل على حقه بالقانون، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أبدا أن المشكلة ستتطور إلى هذا المنحى الخطير، وستؤدي إلى وقوع جريمة قتل بدون أن يخبره ابنه بأنه ينوي القيام بهذا الأمر.

وأفاد الأب أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من إدارة المدرسة أخبره بأن ابنه أحمد قام بالاعتداء على الصبي ضمن المدرسة، وعند ذهابه إلى هناك تفاجأ بأن ابنه قام بطعن الصبي بالسكين حيث توفي متأثرا بجراحه.

وعبر الأب عن أسفه وصدمته لوقوع الجريمة وضياع مستقبل الولدين، بحسب تعبيره، سواء الصبي الذي توفي أو ابنه الذي ارتكب جريمة القتل، معتبرا أن وقوع الجريمة هو أمر محزن ومؤسف.

وشدد على أنه لم يكن يعلم أبداً أن ابنه يخطط للاعتداء على الصبي وضربه بالسكين وتعريض حياة الضحية للخطر، مبينا أنه قدم إفادته للشرطة حول الحادثة.

وأضاف مصطفى أنه بعد استجوابه لفترة قصيرة تم السماح له بلقاء ابنه، حيث اعترف أحمد بأنه طعن زميله بالسكين التي أخذها من المطبخ.

وكشف أنه حاول التواصل هاتفياً مع أحمد حيث تحدثت معه والدته لثوان معدودة، قبل أن تصادر الشرطة هاتفه المحمول ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن عائلة أحمد من التواصل معه.

وقال الوالد إن الشرطة أخبرته بأنهم سيرسلون أحمد إلى مكتب الشؤون الاجتماعية حيث سيتم الاحتفاظ به هناك وسيقومون بالاعتناء به.

وأوضح أنه سمع من أصدقاء ابنه أن الصبي المتوفى كان يعيش عند عائلة سويدية ليست أسرته الأصلية، وأن جنسيته ربما تكون بولندية لكنه غير متأكد من صحة الأمر. مبديا تعاطفه مع عائلة الضحية داعياً لهم بالصبر والسلوان لتقبل هذه المصيبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *