فبالنسبة لقول “من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه” فلا يثبت كونه حديثا, ولكن معناه صحيح, وهناك حديث صحيح يدل عليه، ولفظه: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل، إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد .
ويمكن للشخص العمل بما سألت عنه، بالتغلب على شهوته, وحظوظ نفسه, لأجل مرضاة الله تعالى, فيترك ما تهواه نفسه إن كان مما حرم الله، قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:40 ، 41}. بل ويترك الحلال إن كان في ذلك رضا الله تعالى، كما يفعله الصائم.

جاء في لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي: من ترك طعامه وشرابه، وشهوته لله تعالى، يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى قال: {لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30] ولا يخيب معه من عامله، بل يربح عليه أعظم الربح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنك لن تدع شيئا اتقاء الله، إلا أتاك الله خيرا منه” خرجه الإمام أحمد. انتهى.

وفي كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ( «إنّك لن تدع لله)؛ أي: لمحض الامتثال من غير مشاركة غرض من الأغراض (شيئا)؛ بأن لا تشدّد في طلبه، لكون تركه فيه رفق بالمسلمين (إلّا عوّضك الله خيرا منه») في الدين والدنيا، لأنّك لما قهرت نفسك وهواك لأجل الله، جوزيت بما هو أفضل وأنفع. انتهى.

أما قولك “من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن” فهذا ليس بحديث.

فقد قال عنه الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب: لا أعلم صحة شيء عن هذه الأحاديث، وليس لها أصل فيما نعلم، ولكن إذا قرأ القرآن ليستفيد منه في أمور دنياه، وأمور دينه، فهو أمر مطلوب. انتهى.

ومما يذكر عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه قال: من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم. نقله النووي في تهذيب الأسماء واللغات، وابن كثير في طبقات الشافعيين.

والاهتمام بالقرآن يكون بتعلمه, وحفظه, وتعليمه, ومدارسته, وتدبره, والعمل به, وغير ذلك مما يتعلق به،.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *