ابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي ولد في 18 نوفمبر 1940 ، سلطان عُمان، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد وينحدر من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول. وهو صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب ، الذين هم على قيد الحياة حاليا. صعد قابوس إلى السلطة سنة 1970.
فبفضل قيادته الحكيمة، وإيمانه العميق بقدرات المواطن العماني الكبيرة، وعزيمته القوية،انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة منذ إنقلاب السلطان على الاطماع البريطانية واستغلالها لثروات البلاد فجاء السلطان قابوس ليغير مجرى التاريخ العماني نحو غاياتها وفي مقدمتها إسعاد المواطن العماني بتوفير سبل الحياة الكريمة له، وبتمكينه في الوقت ذاته من الإسهام والمشاركة بشكل فعال في صياغة التنمية الوطنية العمانية في كل المجالات وتشييد الدولة العصرية القادرة على تحقيق طموحات المواطن العماني .
لذا فإن ما تحقق على امتداد السنوات الماضية تحت حكم السلطان قابوس هو في الواقع نهضة شاملة تحددت منذ البداية أهدافها، ومساراتها، وملامحها الأساسية، بفكر مستنير ورؤية استراتيجية شاملة، وبما يستجيب ويعتز بالتقاليد والخصوصية العمانية في الوقت ذاته ،وحرص السلطان قابوس كذلك على أن يكون للسلطنة دور إيجابي ملموس في كل ما يتعلق بالسلام والأمن والاستقرار للمنطقة على كل المستويات الإقليمية والدولية .
إن من أبرز السمات التي تميز مسيرة النهضة العمانية الحديثة منذ انطلاقها بقيادة السلطان قابوس بن سعيد هي تلك العلاقة الخاصة والعميقة بين السلطان كقائد وبين الشعب كابناء الوطن العماني على امتداده وفي ظل هذه العلاقة الوطيدة يتمركز المواطن العماني منذ البداية بالاهتمام والأولوية الأولى لدى السلطان باعتباره أغلى ثروات سلطنة عمان من الدرجة الأولى، وإدراكا منه للأهمية الكبيرة للتنمية البشرية الشاملة والمستدامة لمستقبل سلطنة عمان.
ويؤكد السلطان في هذا المجال على أن الأبواب مفتوحة للجميع،في مقولته المشهورة من خطابه الذي ألقاه بمناسبة افتتاح مجلس عمان :

“جميع الأبواب مفتوحة، ويجب أن تظل مفتوحة أمام المواطنين لتحمل المسؤولية ومهمة البناء، لأن غايات النهضة لن تتحقق بغير مشاركة المواطنين.

لقد كانت خطتنا هي أن نبني بلدنا ونوفر لجميع اهله الحياة المرفهة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها الا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل المسؤولية ومهمة البناء. ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية”..

فكان السلطان على الموعد من أجل عمان الديمقراطية، عمان التي عرفت الإنتقال الديمقراطي بصورة مبكرة في زمن كانت الدول العربية لم تكن مهيئة لما سبقتهم السلطنة، فوثقها المؤرخون وتعامل معها السلطان من منطلق المخزون الإنساني الذي كان ومايزال يراهن بكفاءة الإنسان العماني وتمسكه بهويته الأصيلة رغم حداثته تحت قيادة حداثية التي كانت نقلة نوعية بحكمة، قل نظيرها في زمن لم يبقى فيها سلاطين منذ العثمانيين الا السطان الوحيد قابوس سلطان زمانه ٠
ويؤكد السلطان قابوس على قدسية حرية التعبير وضمان القضاء على معوقاته التي تحكم عليه وعلى الفكر بالمصادرة والإقصاء أو التهميش، مشروطا بالاتزان والوسطية وعدم الغلو والتطرف أو إلغاء الآخر من أجل سيادة الذات، أو سيادة الرأي الواحد، لأنها كلها معاول هدم ولو بعد حين كما عبر السلطان لأقدس الثوابت وأرسخ المبادئ.
لتبقى دولة سلطنة عمان نمودج حي للسلام والإستقرار في تعايش بين القبلية من الأصالة الى الحداثة على قواعد الديمقراطية والمساوات والحقوق ورد الإعتبار للمواطن العماني وإشراكه في بناء مستقبل السلطنة بجانب
قابوس سلطان زمانه وحكيم سلطنته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *