في حوار شديد الصراحة ، يكشف الفنان السوري جمال سليمان تفاصيل حالته الصحية بعد الأزمة التي تعرض لها، وعلاقته بنجله محمد ، إضافة الى مطربه المفضل،
الصفات التي يكرهها في البعض ، والأضرار التي أصابته من ” السوشيال ميديا ” … كذلك ، يتحدث سليمان عن أفضل النجوم السوريين حالياً بالنسبة إليه، والجديد في الجزء الثاني من مسلسل ” أفراح إبليس ” ، وأزمة اعتذار أبطال الجزء الأول عنه …

” أفراح ابليس ”

أين وصلتم في تصوير الجزء الثاني من مسلسل “أفراح إبليس” ؟
أنجزنا نحو نصف العمل ، وتوقفنا خلال إجازة عيد الاضحى المبارك الماضي ، ثم عدنا منذ فترة لاستكمال التصوير ، وما زلنا مستمرين حتى الآن.

الجزء الأول حقق نجاحا كبيرا وارتبط به الجمهور، ألم تقلق من المجازفة بجزء جديد؟
طبعاً قلقت ، لكن الجزء الثاني سيحمل تطوراً على صعيد الشكل والمضمون، فقد مرّ أكثر من ثماني سنوات على الجزء الأول، وخلال هذه الفترة طرأت أحداث ومتغيرات اجتماعية وسياسية كثيرة، تفوق مخيلة أي مؤلف، كما أن ثورة كبيرة حصلت في الصناعة التلفزيونية، من حيث مفهوم الصورة. مع التقدم التقني الهائل، ودخول المخرجين ومديري التصوير السينمائيين إلى هذا الميدان، تغير مفهوم المسلسل التلفزيوني وشكله، بخاصة على صعيد الصورة وحركة الكاميرا، والاعتماد أكثر على المواقع الحقيقية بدلاً من ديكورات الاستوديو.

عُرض الجزء الأول، كما ذكرت، منذ ثماني سنوات حصلت فيها متغيرات وأحداث كبيرة، فكيف ستنعكس هذه المتغيرات على أحداث الجزء الثاني؟
لقد أدخل مجدي صابر، مؤلف الجزء الثاني، خطوطاً درامية جديدة تعكس هذه الأحداث والمتغيرات، فمنها على سبيل المثل، شخصية الدكتور أبو منصور، رجل التنظيمات الجهادية العابرة للحدود، والذي عاش لسنوات طويلة في بريطانيا، حيث درس الطب وتزوج وعمل، ثم عاد فجأة ليفتح مستوصفاً ويحظى بشعبية كبيرة، مستغلاً الفقر والحاجة، ثم يبدأ بتجنيد الشباب في خلايا جهادية وتدريبهم على حمل السلاح. أما همام أبو رسلان الذي أؤدي دوره، فيدخل في صراعات جديدة مع خروج عابد صديقه وغريمه من السجن، بعد أن أمضى فيه نحو خمس عشرة سنة، ليبدأ رحلة الانتقام من همام، الذي كان سبباً في دخوله السجن. ونتيجة هذا الصراع، يدخل همام في أزمة مالية حادة تجعله يفتح الدفاتر القديمة، لنتعرف على ماضيه الذي كنا نجهله في الجزء الأول، هذا إضافة إلى خطوط كثيرة أخرى.

هل تعتبر إنتاج أجزاء جديدة لمسلسليك ” أفراح أبليس ” و” حدائق الشيطان ” استغلالاً من شركات الإنتاج لنجاح الأجزاء الأولى؟
طبعاً، فلا أحد يقدم جزءاً ثانياً لمسلسل لم يحقق نجاحاً، ثم إن استغلال النجاح ليس عيباً.
هل واجهتم صعوبة بعد اعتذار عبلة كامل وأيتن عامر عن الجزء الثاني ؟
لا شك في أن المخرج أحمد خالد أمين والشركة المنتجة وجدا صعوبة في ذلك، لكن في النهاية كان التوفيق حليفهما، بأن انضمت الفنانة صابرين الى العمل في دور ” كمالات ” ، ومنة فضالي في دور ” دهب “، كما انضمّ إلى العمل في خطوطه الجديدة عدد من الفنانين المتميزين، من بينهم: محمود الجندي، كمال أبو رَيَّة، منى عبد الغني، ومحمود عبد المغني.

قدمت هذا العام مسلسل ” أوركيديا “، هل حقق النجاح المتوقع له؟
نجح ” أوركيديا ” عند هواة هذا النوع من المسلسلات، وهو محاولة معقولة لتقديم نوع من الأعمال التاريخية المتخيّلة، لكن في شكل رصين.

هل كان المسلسل محاولة لاستمرار الدراما السورية؟
بالتأكيد، كان محاولة لتأكيد حضور الدراما السورية، التي تعرضت لكثير من الأذى خلال السنوات الماضية.

” الاحداث في سوريا ”

في رأيك، هل استطاعت الدراما السورية أن تعكس ما يحدث في سوريا ؟
تحاول أن تفعل ذلك من خلال أعمال عديدة، بعضها كان في غاية الأهمية كمسلسل ” غداً نلتقي “، وبعضها حاول أن يلقي الضوء على بعض الظروف التي سبقت هذا الانفجار الكبير، كما فعلنا في مسلسل ” العرَّاب”، وهناك أيضاً أعمال أخرى مثلت محاولات لقراءة الحدث، كل بطريقته، ومن زاويته، فالقضية السورية لا يمكن الإحاطة بجوانبها ومسبباتها ونتائجها ببضعة مسلسلات وأفلام، بل تحتاج إلى عشرات الأفلام والمسلسلات والروايات والدراسات والتحليلات والوثائقيات ، ففي كل بيت من بيوت السوريين، على اختلاف مواقفهم ومواقعهم، توجد حكاية يمكن أن تضيء على جانب من جوانب المأساة، وتصلح لأن تكون موضوعاً لفيلم أو مسلسل، وأتمنى أن يأتي يوم ونراها على الشاشة.

ابتعدت عن الدراما المصرية في رمضان الماضي، ألم تجد العمل الفني الذي يقنعك للمشاركة فيه؟
السبب في ذلك، أنني ارتبطت بالجزء الثاني من ” أفراح إبليس ” ، وكذلك مسلسل ” أوركيديا “، وكان هذا أكثر من كاف.
هل ترى أن الحالة الفنية في الوطن العربي تراجعت في السنوات التي تلت ” الربيع العربي “، وأصبح تركيز شركات الإنتاج على كيفية الربح فقط؟
من الأمور التي سمعتها كثيراً في أعقاب الثورات العربية، أن صفحة الفن الهابط قد انطوت، وأن لا مكان الآن إلا للفن الراقي والجاد. وبصراحة، كنت أضحك من هذا الرأي.

لماذا ؟
لأن الفن الهابط كان وسيبقى، وهو جزء من حياتنا وله جمهوره، فمعظمنا يشتم الأغاني الهابطة فيما نراه يضعها في الأفراح ويرقص عليها. المشكلة ليست في وجود الفن الهابط، بل في إمكان اختفاء الفن الراقي وسيادة الفن الهابط وحده، ثم إن الظاهرة الفنية لا تتغير بين ليلة وضحاها بقرار أو حتى ثورة، إنها بطيئة التغيير وتحتاج إلى وقت، وأحياناً إلى أكثر من جيل قبل أن تهضم المتغيرات وتعيد إنتاجها فنياً، لذلك أعتبر أن كل المسلسلات والأفلام والروايات التي تم إنتاجها عربياً بوحي من الثورات العربية، هي محاولات مبكرة جريئة وشجاعة.

مَن يعجبك مِن الفنانين السوريين الذين برزت أسماؤهم في الفترة الأخيرة بمصر؟
باسل خياط وتيم حسن وكندة علوش.

كيف هي صحتك الآن بعد هذه الأزمة؟
الحمد لله، ممتازة.

” الصحة النفسية تعبانة ! ”

والصحة النفسية ما أخبارها؟
أخبارها ” تعبانة “، من منا اليوم صحته النفسية كما يتمناها، من منا لم يقل مع ذاك التونسي ” لقد هرمنا “، ويقول اليوم ” لقد تعبنا “، لكن مهما كان التعب علينا أن نشد العزم ونحاول أن نسير إلى الأمام، لعل غدنا يكون أفضل من يومنا.

كيف تمضي وقتك بعيداً عن التصوير؟
إذا لم يكن لديَّ سفر أو اجتماعات تتعلق بالشأن العام، أتواجد في بيتي، أهتم بعائلتي، أقرأ، أشاهد التلفاز، أستقبل بعض الأصدقاء، أعمل في الحديقة، وأمضي وقتاً طويلاً مع نجلي محمد.

كيف هي علاقتك به؟
” العيال كبرت ” ، واليوم طلب أموالاً لأنه تواعد مع أصدقاء المدرسة أن يلتقوا في مقهى قرب البيت، وهذا أول خروج له من المنزل وحده، فرحت بطلبه وأعطيته المال وذهب لوحده. أحاول أن أكون أباً جيداً، وأن أترك محمد ينمو بشكل طبيعي، لكني أحياناً لا أستطيع منع نفسي من التدخل بصرامة، لأن المؤثرات من حولنا كثيرة، وعلينا كأهل ألا نتجاهلها، بل ينبغي أن نخفف من تأثيرها السلبي قبل أن يفوتنا القطار ونندم.

” أميل إلى الأشياء الكلاسيكية ”

ما أكثر صفة تكرهها؟
الكذب والغباء.

آخر فيلم شاهدته وأعجبك؟
ذهبنا إلى السينما أنا ومحمد لنشاهد فيلم “عودة سبايدر مان” . لم يعجبني الفيلم، لكنه أعجب محمد، إذ يبدو أن الفيلم له وليس لي.

من هو مطربك المفضل؟
في الموسيقى كما في الأكل، أنا من الأشخاص المنفتحين، لست أسير ذائقة معينة، لكني أميل إلى الأشياء الكلاسيكية ، أحب عبدالوهاب، فريد الأطرش، عبدالحليم، نجاة، شادية، وبالتأكيد فيروز وأم كلثوم.

أصبحت ” السوشيال ميديا ” أمراً مهماً في حياتنا، لكن هل ترى أن أضرارها تزايدت في الفترة الأخيرة؟
“السوشيال ميديا” ككل الاكتشافات والاختراعات سلاح ذو حدين، ليست كلها خيراً ولا كلها شراً، الأمر يتوقف على المستخدم وغايته منها. طبعاً هي لم تعد ذاك الفضاء الحر البريء كما تخيلناه في بدايتها، فسرعان ما تبين أنها فضاء للشر كما هي فضاء للخير، وفضاء للوهم كما هي فضاء للحقيقة، وفضاء للتضليل كما هي فضاء للمعرفة، وكما هي سوشيال ميديا يمكن لها أن تخالف معنى اسمها وتصبح ” آنتي سوشيال” عندما تُستخدم لنشر الكراهية والعنف والبذاءة والإسفاف والعنصرية.

هل تعرضت لأي أضرار من ” السوشيال ميديا “؟
طبعاً، تعرضت كغيري من الفنانين للضرر والقلق، كنت لا أزال على سرير التخدير لإجراء عملية استئصال للمرارة، وهي عملية جراحية بسيطة، عندما انتشر الخبر أنني مصاب بأزمة قلبية وأنني في وضع حرج، هل لنا أن نتخيل مشاعر الأهل والأصدقاء بين سماعهم الخبر وتبيانهم الحقيقة؟! السوشيال ميديا، والميديا عموماً، يمكن أن تكون بلحظات ما في منتهى اللاإنسانية.
د\امال بوسعادة العلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *