دعا دينيس روس، كبير مستشاري البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان واشنطن إلى “مساندة “ثورة” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”،
مشيرا أن “بن سلمان أكثر شبها بأتاتورك” .
ووصف هذا الخبير الذي كان له دور في صناعة القرار في بلاده، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما بأنه أصبح “القوة المحركة للتغيير في المملكة”.
ولفت روس إلى “أن جهود بن سلمان في تحويل المجتمع السعودي ترقى إلى ثورة تبدأ من الأعلى”، رافضا مقارنته بشاه إيران “الذي اعتقد أن بإمكانه أن يُضفي الطابع الغربي على بلاده من دون تحديث جذورها الاجتماعية والدينية، ولكن الثورة أطاحت به في النهاية وأسفرت عن قيام جمهورية إيران الإسلامية”، مفضلا تشبيهه بمؤسس تركيا الحديثة أتاتورك.
ورصد هذا الخبير الأمريكي أن “الأمير محمد بن سلمان لا يسعى إلى إضفاء الصبغة العلمانية على المملكة العربية السعودية. فعلى حد تعبيره، يحاول (إعادة) الإسلام إلى طبيعته الحقيقية وإبعاده عن أولئك الذين سعوا إلى نشر إيمان صارم وغير متسامح أدى إلى إضفاء طابع الشرعية على العنف ضد غير المؤمنين جميعا”.

” حملة التغيير في المملكة العربية السعودية أكثر مصداقية ”
ولفت روس إلى أن “حملة التغيير في المملكة العربية السعودية أكثر مصداقية لأنها محلية، وليس ردة فعل على ضغوط خارجية. ويعود الفضل في كل ذلك النجاح إلى فهم المسؤولين السعوديين بأن المملكة لا تستطيع الحفاظ على الحوكمة القائمة على الحد الأدنى المشترك بين جميع فصائل العائلة المالكة، والموافقة على رجال الدين الوهابيين، والإبقاء على اقتصاد يعتمد بشكل حصري تقريباً على النفط للحصول على العائدات، والحفاظ على واقع اعتماد 80 في المائة من العوائل السعودية على الحكومة”.
وأوضح الخبير في هذا السياق أن “محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز يفهمان هذا الأمر. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن ولي العهد، الذي أنشأ (مؤسسة مسك) لرعاية وتشجيع التعلم والمجتمع القائم على المعرفة قبل أن يعتلي السلطة، قد نجح في قراءة مزاج الشباب السعودي ولاحظ استعداداً للتغيير. ورأى، على ما أعتقد، الإمكانيات التي يمكن استخلاصها حتى عندما أدرك الخطر في إدامة الوضع الراهن”.
ورأى “أن التحول الجذري الذي تشهده السعودية كان يمكن أن يتصدر عناوين الأخبار في الشرق الأوسط لولا ما تشهده المنطقة من اضطرابات وصراعات تستنزفها” .
وطالب روس “أن تنتهز الفرصة وتكون صادقة مع ولي العهد السعودي، لان واشنطن لها مصلحة كبيرة في نجاح الأمير محمد بن سلمان”.
واقترح في هذا السياق “السماح للمزيد من الطلاب السعوديين بالمجيء والبقاء للتدرب ما بعد الدراسات العليا سيكون لهما تأثير واضح في المملكة. وفي الوقت نفسه، على الأمير محمد بن سلمان أن يسمع أيضاً أنّ اعتقال المدوّنين أو الصحفيين الذين ينتقدون البلاط الملكي لن يخلق الأجواء التي تعزّز الابتكار والإبداع الحقيقيين – إنما سيكون لذلك أثر سلبي على قطاع التكنولوجيا المتقدمة بالولايات المتحدة الذي يسعى ولي العهد إلى الاستثمار فيه والتعاون معه”.

مكافحة الفساد
وبشأن مكافحة الفساد التي يقودها محمد بن سلمان في المملكة، أقر الخبير الأمريكي بوجود مزايا لهذه الحملة “شريطة أن تكون شفافة، ويُنظر إليها على أنها تعزز سيادة القانون التي يمكن لجميع المستثمرين الأجانب الاعتماد عليها”.
روس نصح بلاده ايضا بأن تتجنب “المفاجآت وأن تفعل المزيد لتنسيق المقاربات”، مطالبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يجد “قناة سياسة رفيعة المستوى للتفكير معاً في تداعيات القرارات الحساسة قبل اتخاذها”.
وضرب الخبير أمثلة في هذا السياق قائلا: “لو ناقشت إدارة ترامب مع السعوديين موضوع القدس قبل شهرين من إعلانها عنه، لربما كانت قد شكّلت إطار قرارها بطريقة أقل إخلالاً بجهود السلام الخاصة بها. وبالمثل، فيما يتعلق بقضايا اليمن وقطر ولبنان، لو ناقش السعوديون خياراتهم مع الولايات المتحدة أولاً، لربما كانت واشنطن قد عملت على تقسيم الأدوار بصورة أكثر فعالية لتحقيق الأهداف المشتركة للولايات المتحدة والسعودية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *