أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما استقالته “بمفعول فوري”، ليرضخ بذلك لأوامر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وقال زوما في مداخلة عبر التلفزيون “قررت الاستقالة
من منصب رئيس الجمهورية بمفعول فوري، مع أنني على خلاف مع قيادة حزبي”.
وأضاف “يجب عليّ أن أقبل بأنّ حزبي ومواطنيّ يريدون رحيلي”، مشددا على أنه “لطالما كان عضوا منضبطا في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي”.
وبعد أسابيع من المشاورات العبثية التي أغرقت البلاد في أزمة سياسية كبيرة، قررت قيادة المؤتمر الوطني أخيرا الثلاثاء الطلب من جاكوب زوما التخلي عن منصبه.
وجاء ذلك بعد سلسلة من فضائح الفساد التي انهالت على جاكوب زوما. فزوما البالغ 75 عاما، وعلى مدار عشر سنوات من حكمه، تحول من رئيس أحبه شعبه إلى شخصية تحوم حولها الشبهات، ويشار إليها بالإصبع، حتى أجبر على الاستقالة من منصبه على مضض بعد مهلة 48 ساعة أعطاه إياها حزبه، تحت طائلة التصويت على حجب الثقة عنه.
كما يؤخذ على زوما ارتباطه بعائلات المال السياسي، ويحمله خصومه مسؤولية التراجع الاقتصادي وحالة الاحتقان الاجتماعي التي تسود جنوب إفريقيا.
ويرى المراقبون أن قوة وسمعة الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، قد اهتزت على خلفية ما يحيط بزوما واستقالته، ويحذرون من انعكاسات ذلك على الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد، وذلك بعد نجاح الحزب الباهر وإقصائه نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا.
ومما صار يعرف عن زوما إضافة إلى فضائح الفساد والشبهات، تعدد زيجاته إذ هو زوج لـ8 زوجات 5 بينهن معلمات، وبينهن واحدة تولت حقيبة وزارية هامة في عهد الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.
ولدى زوما 18 ولدا وطالب حتى النهاية وهو في منصبه بتشريع تعدد الزوجات في جنوب إفريقيا.
ومما عرف عن زوما كذلك، تصريحاته المثيرة للجدل، وبينها دعوته إلى أخذ الأطفال من الأمهات الشابات، وإرسال الأمهات إلى المدرسة، وتوزيع الواقيات الذكرية في المدارس كتدبير لمكافحة حمل المراهقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *