بين أخلاقيات الثورة العراقية ولا أخلاقيات (عملية الاحتلال المركَّب السياسية) مسافة لا يمكن أن يملأها إلاَّ انتصار الحق على من يقومون بتزوير مفاهيمه. وأما السبب فلأن الثورة العراقية هي الثورة الوحيدة في ظلام العرب الدامس التي لم تقترب من دنس العلاقة مع الأجنبي، ولن تقترب منه. وإنما سبب ابتعادها عنه فلأنها ثورة تمثِّل ضمير الوطن والشعب، ثورة رفعت لاءات تستند إلى مفاهيم وثوابت وطنية وأخلاقية وإنسانية، مفاهيم مبنية على أساس الولاء لـ(السيادة الوطنية) وليس الولاء لأي شيء آخر. أما عملية الاحتلال المركَّب الأميركي الصهيوني الإيراني فتستند إلى كل المفاهيم الشاذة المنافية للوطنية والأخلاق والإنسانية.

ولكل ذلك، ومن أجله، وإن كان التاريخ قد سجَّل انتصارات للمفاهيم الشاذة على المفاهيم القيمية في محطة ما من محطاته، فإنما كانت انتصارات مرحلية لا تحمل بذور الاستمرار. بل بمراجعة التاريخ منذ بداياته السحيقة يتأكد أن النصر كان معقوداً لكل من ناضل من أجل القيم الإنسانية العليا، ويأتي في المقدمة منها الولاء للوطن بكل ما يعنيه من أبعاد ومفاهيم.
فاستناداً إلى تلك المبادئ تدور على أرض العراق مواجهة مريرة بين المفاهيم الشاذة والمفاهيم القيمية، يمثل الأولى تحالف يضم كل قوى الشر التي لا تريد للعراق خيراً كما أنها تريد إيقاع أمتنا العربية بحبائل الجريمة والخديعة والفساد. وفي المقابل يقوم بأود المواجهة مقاومة عراقية، بجناحيها: العسكري والسياسي، تجمع مقاومة عسكرية عراقية تمثل كل أطياف الشعب العراقي مع مقاومة سياسية سلمية تضم كل أطياف الشعب العراقي أيضاً.
ففي هذه المواجهة، ولكل من طرفيها عوامل ضعف وعوامل قوة، وتلك العوامل هي التي ستحدد نتائج الصراع في نهاية المطاف لصالح الشعب العراقي.
أما عوامل الضعف في تحالف الاحتلال المركَّب، فنشخِّصها بالتالي:
تمَّ احتلال العراق بدفع من المصالح الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية للاستيلاء على العالم، وعمقها الصهيوني الموبوء بلوثة توراتية لاستعادة ما يُسمونه دولة «إسرائيل«، وبمشاركة إيرانية فاعلة وحاقدة وملوَّثة بأضغاث أوهام تاريخية وأيديولوجية. فهذا الاحتلال المركَّب ليس بأقل من جريمة اغتصاب مخالفة لكل الأعراف والتشريعات والقوانين الدولية والإنسانية. فهي جريمة أخلاقية وإنسانية بكل المقاييس. ودافعها سرقة ثروات العراق ونهبها، وصحَّ فيها قول الوزير البريطاني السابق طونى بن: «إن احتلال العراق هو سطو مسلَّح«. فنقاط ضعف هذا التحالف تكمن بأهداف الثلاثي الأميركي الصهيوني الإيراني المخالفة للقيم الإنسانية والتاريخية والأخلاقية والقانونية.
وإذا كانت الأسباب الظاهرية التي خِيض العدوان على العراق على أساسها، والتي أصبحت مشهورة: (امتلاك سلاح الدمار الشامل والتعاون مع تنظيم القاعدة)، قد أثبتت التجربة بطلانها وكذبها، تبقى ذريعة نشر الديموقراطية التي مثَّلت أكثر الأكاذيب قذارة على الإطلاق. وإذا كانت صحة الأسباب الأولى لم تثبت أمام الوقائع، فإن اتهام النظام الوطني في العراق بالديكتاتورية تم تعميمه من أجل نشر الديموقراطية فيه كان من أكثر الفضائح التي انكشف الغطاء عنها بفعل الممارسات البشعة التي قامت بها سلطات الاحتلال بذاتها بشكل مباشر، والتي تقوم بها حكومة المالكي، والحكومات التي سبقتها. تلك الممارسات جاءت لتكذب المزاعم والافتراءات التي أُلحقت بحق النظام الوطني، إذ يكفي أن تقارير المؤسسات الدولية غير المرتبطة بأنظمة قد أكَّدت أن تصنيف وضع العراق تحت الاحتلال يحتل المراتب الأخيرة من انتشار الفساد والجريمة بشتى أشكالها وأنواعها.
فنقاط الضعف إذن في أهداف التحالف الثلاثي بيِّنة وواضحة، ولن يجرؤ على إنكار لا إنسانيتها ولا أخلاقيتها ولا مشروعيتها إلاَّ متواطئ أو غبي مأفون. وإذا كان لا بدَّ من  قرائن تدين كل طرف من أطراف التحالف الثلاثي، فسنوجزها بما يلي:
أصبح من الواضح أن أهداف الولايات المتحدة الأميركية الحقيقية من احتلال العراق، هي غير الأهداف المعلنة، ويكفي البرهان على لا مشروعيتها ولا إنسانيتها تلك الإدانة التي صدرت عن الشعب الأميركي نفسه ضد إدارة جورج بوش، تلك الإدانة التي أسقطت الحزب الجمهوري الذي في عهده حصل احتلال العراق. ويكفي برهاناً ساطعاً عليها أن أوباما مرشح الحزب الديموقراطي قد فاز بالانتخابات لأنه وعد الشعب الأميركي بالخروج من العراق. ويكفي أن جورج بوش، وأعضاء إدارته، قد نالوا ما نالوه من أوصاف الشعب الأميركي بما يليق بجريمتهم الكبرى في العراق. فقد خرج بلقب (الكذاب). ويبقى على الشعب الأميركي أن يطالب ويضغط من أجل محاكمة جورج بوش وكل أركان إدارته لأنهم ورطوا أميركا بحرب دفعوا بها من أموال المكلف الأميركي آلاف المليارات من الدولارات، هذا ناهيك عن خسائر الشعب البشرية التي تجاوزت مئات الآلاف من الجنود، بين قتيل ومعاق جسدياً ونفسياً. ولن يكفِّر الأميركيون عن ذنوب إدارة بوش وجرائمها إلاَّ بالضغط من أجل خروج آخر جندي أميركي من العراق، وتطهير أرضه من كل القواعد العسكرية المنظورة وغير المنظورة. وإذا لم تفعلها إدارة أوباما بالرضى فإن المقاومة العراقية سترغمه بالإكراه كما أرغمت سلفه جورج بوش.
أما الطرف الصهيوني المشارك بالحرب، فقد كان يُمنِّي النفس بتوسيع حدود حلمه إلى شواطئ الفرات بعد أن مدَّ نفوذه إلى شواطئ النيل بواسطة اتفاقيات كامب ديفيد، ولكن المقاومة العراقية قد أحبطت استكمال هذا المشروع الخبيث، ولن يتم اجتثاثه نهائياً إلاَّ بعد أن تنجز المقاومة مهمتها في تحرير العراق بشكل كامل.
وأما النظام الإيراني فقد دخل مرحلة استنزاف قدراته الفعلية بعد أن أخذ يلعب دور التناقض الرئيسي الأصيل على الساحة العراقية بعد أن كان وكيلاً للاحتلال الأميركي. وأما السبب فهو أنه قبل اندلاع الثورة الشعبية العراقية، منذ 25 كانون الأول من العام 2012، كان يتكئ على عاملين ينوبان عنه وهما: الوجود العسكري الأميركي قبل تقليص جنوده إلى الحد الأدنى، وأركان (العملية السياسية) مزدوجو الولاء له وللولايات المتحدة الأميركية. أما الآن فقد أخذ يزج بكل قوته بشكل مباشر الأمر الذي يعني أن عليه أن يدفع من رصيده المادي والبشري في معركة المواجهة مع الشعب العراقي.
ولأن النظام الإيراني قد انخرط في مشروع خطير وكبير، مشروع التسلل إلى الوطن العربي متوهماً أنه سيعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية، فإنه لا يدري خطورة النفق الذي زجَّ نفسه به. وهذا يستدعي تذكيره بأنه إذا كان يدري كم سيكلفه تنفيذ هذا المشروع وهو ما يزال مصراً على تنفيذه فهي مصيبة، وإذا كان لا يدري فالمصيبة أعظم.
لعلَّ النظام الإيراني لم يتعلَّم من الدرس الأميركي المر في العراق، والذي لم يستطع الصمود في معركة المواجهة مع المقاومة العراقية، خاصة والعالم يشهد كم هي ضخمة قوة أميركا التي حلمت إدارته بأنها ستمول الحرب من ثروة العراق. وهي لم تفشل فقط باستخدام تلك الثروة بل أوصلت اقتصاد أميركا إلى حد الإفلاس على الرغم من أن أنظمة النفط العربي كانت سخية بتقديم المساعدات له على أكثر من صعيد وبأكثر من وسيلة.
وبالمقارنة بين قدرة الولايات المتحدة الأميركية وقدرة إيران تدل النتيجة على هزالة مقدرة الأولى قياساً إلى مقدرة الثانية. هذا علماً أن إيران كانت تأخذ من العراق ولا تعطي، أما الآن فهي ستدفع من مالها واقتصادها ورجالها، ولن تجد أحداً من الأنظمة العربية الرسمية ليس من يمد لها يد العون، بل ستجد من يعمل على الحفر لها لتقع في شتى أنواع الأفخاخ والحفر.
لقد شكَّلت بداية الحراك الشعبي في الأنبار، منذ أواخر كانون الأول 2013، الإنذار الأول لإيران لكي تدرك أنها ندبت نفسها في العراق لدور لن تستطيع تحمَّل أعبائه وتداعياته، ولهذا لم تفت قيادة العراق الوطنية إبداء حسن النية تجاه الجار الإيراني، ودعوته لأن يقلع عن مشاريعه التوسعية على حساب الأمة العربية. ولكن على الرغم من كل ذلك أصمَّ النظام أذنيه، وراح يوغل بتحقيق أحلامه التي ليست أكثر من سراب يركض وراءه ولكنه لن يجني منه ليس حرق أصابعه فحسب، بل ستدفع الشعوب الإيرانية ثمناً باهظاً أيضاً.
وأما الآن، وبعد التداعيات الخطيرة التي ولَّدتها حماقات حكومة المالكي، بدعم وتشجيع ومباركة ومشاركة من النظام الإيراني، نؤكد بأن النظام المذكور قد دخل النفق المظلم في مواجهة الشعب العراقي، ولن ينقذه منه كل من يحسب أنهم من أنصاره في الجنوب العراقي، إذ سيستيقظ قريباً على أسنة رماح العراقيين الجنوبيين الأشراف، ولن يحميه منهم شلل وميليشيات كانت قد أوغلت في خيانة وطنها، وهم يحضرون أنفسهم للجوء إلى إيران كما لجأوا إليها أثناء وقائع القادسية الثانية التي امتدت لثمان سنوات. تلك القادسية التي لم يبلغ بها النظام مآربه مفضلاً أن يتجرع السم على أن يعترف بهزيمته فيها. إن هذا النظام بالغ النتيجة نفسها في هذه المرحلة بعد أن بدأ الشعب العراقي ثورته التي تحمل عنوان الثأر ممن داسوا كرامته وحلموا بأن زمرة من المنتفعين ستشكل لهم موطئ قدم على أرض العراق، حاسبين أن الانتماء إلى مذهب يجيز لهم جريمة الاستعانة بأجنبي. ولكنهم غفلوا عن أن الانتماء لوطن هو أكثر جذباً لهم من أي انتماء آخر. ولهذا سيبقى المُضلَّلون من أبناء جنوب العراق معزولين عن العمق الوطني الذي يشد أكثرية هؤلاء الأبناء إلى وطنهم لأن استقلال قرارهم عن أي تأثير خارجي يضمن لهم حقوقهم كاملة بما فيها الكرامة والعزة والعنفوان ولقمة العيش الكريم من دون مِنَّة من أحد، وهم لن ينشدُّوا إلى نخبة من الطائفيين التي تسرق باسمهم وتمارس الفساد بحجة حماية المذهب، خاصة أن تجربة عشر سنوات قد أذاقتهم مرارة الفوضى وانعدام الأمن والفساد والإذلال التي مارسها بعض زعمائهم ممن يزعمون بأنهم ينتمون إلى المذهب ذاته. هؤلاء الزعماء الذين أُتخموا من تكديس الثروات في داخل العراق وخارجه، بينما الأكثرية الساحقة من العراقيين من كل الطوائف يغرقون في فقر مدقع يتسولون لقمة العيش على أيدي ظالميهم ممن يزعمون أنهم حرَّاس للأديان والمذاهب.
لقد آن للنظام الإيراني أن يرعوي، وان يتَّعظ، وأن يعود إلى رشده، ليكفِّر عن ذنوبه وجرائمه التي ارتكبها بالعراق، وينسحب منه ويرفع هيمنته عنه ويتركه لأهله، وأن يتحول إلى صديق حميم بدلاً من أن يبقى عدواً  لدوداً، وأن يعتذر من شعب العراق، ويعوِّض عليهم كل ما سرقه من ثرواته، وكل ما أزهقه من أرواح. لقد آن له أن يكتفي بما أنزله بالعراقيين من أذى، وأن يحافظ على ما تبقى من إمكانيات يصرفها لمصلحة الشعوب الإيرانية بدلاً من إنفاقها على مشاريع غيبية مستحيلة التحقيق.
كما آن للإدارة الأميركية أن تعي أن ما عجزت عن حمايته في عزِّ قوَّتها مباشرة، ستكون أكثر عجزاً عن حماية ما ترجوه من مصالح في العراق بالواسطة، سواءٌ أكانت إيرانية أم كانت بواسطة عملاء أصبحت قوتهم أوهى من خيوط العنكبوت.
لقد آن للاحتلال المركَّب، الأميركي – الإيراني، أن يعي أن عوامل ضعفه تزداد كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه.
وأما في المقابل فإن عوامل القوة في الثورة العراقية الراهنة تزداد باستمرار، وتجربة عشر سنوات من الصمود والانتصارات تشكل الدليل الأكبر على اقتراب ساعة الحسم. وساعة الحسم هي تحرير العراق كاملاً بأرضه وإرادته وقراره المستقل.
إن اندلاع الثورة المسلَّحة التي انطلقت في الثالث والعشرين من نيسان ستكون كبقعة الزيت التي ستنتشر وتتوسَّع إلى بغداد، ومنها ستمتد إلى الجنوب، وأما السبب فلأن عوامل الاحتقان هي أكبر مما يتصوره من يعيش خارج العراق، ولكن يستطيع أن يتلمسه كل من عانى من عنت الاحتلال أولاً، وكل من عانى من عنت السلطة السياسية ثانياً.
في ظل هذه الوقائع تشكل لاءات المقاومة العراقية عوامل قوَّتها، وتلك اللاءات تعبِّر تمام التعبير عن آمال الشعب العراقي ومصالحه، خاصة أن تلك اللاءات جاءت ممهورة بدماء الضحايا وأرواحهم التي دفعوها ثمناً لتمسكهم بوطنيتهم وعروبتهم، وعرق جبينهم الذي نضح من جراء جهادهم لتحرير وطنهم، ومعاناتهم التي ذاقوا فيها مرارة الجرائم التي ألحقها بهم الاحتلال المركَّب. وإذا كنا نريد أن نحصي تلك اللاءات فإننا لن نستطيع لكثرتها لأنها تشمل كل مناحي القضايا التي تمس حياة العراقي اليومية، وإذا أردنا التعبير عنها فإنها تمتد امتداد عشر سنوات من عمر الاحتلال. تلك السنوات التي لا نستطيع أن نصفها بالعجاف بل هي من السنوات التي أكلت من عمر الدولة العراقية أكثر إنجازاتها نهضوية وفيها أعيد العراق ليس إلى مرحلة ما قبل الصناعة فحسب، بل أعيد العراق إلى ما قبل الدولة القطرية الحديثة أيضاً، أي إلى عصر ما قبل ثمانماية عام، أخذ فيها الأخ يجتث أخاه في معركة الطوائف والأعراق. ويبتزُّ فيها الأخ أخاه من أجل لقمة العيش.
لم تكن لاءات المقاومة العراقية إلاَّ لاءات الشعب العراقي بكل طوائفه وأعراقه ومناطقه، ويتقدمها لاءات ضد خيانة الوطن، ولاءات ضد الاحتلال، وضد أعوان الاحتلال، وضد الفساد والجريمة وغياب الأمن، وأشدها مرارة إذلال شعب العراق الذي ما نام على ضيم ظالم في الداخل أو ضيم ظالم آتٍ من خارج. كل هذا جعل من لاءات المقاومة العراقية لاءات لكل الشعب العراقي.
فبورك اللقاء الرائع بين المقاومة وشعب المقاومة. وهذه تداعياتها التي لا نستطيع اللحاق بمتغيراتها لسرعتها، لأنه عندما يثور البركان لن يتوقَّف قبل أن يقذف كل حممه، فيجرف بطريقه كل ما يحيط به. وسيجرف بركان الشعب العراقي كل ما حمله من أثقال وأدران مما ولَّده الاحتلال المركب.
وما على أميركا التي راهنت بعد هزيمتها في العراق على أنها قد تنقذ ماء وجهها وبعض مصالحها على أرجل (العملية السياسية) الخشبية إلاَّ أن تقوم بالخطوة الأخيرة بسحب جنودها الذين ما زالوا في العراق أولاً، وثانياً أن تقدِّم للمحاكمة كل إدارة جورج بوش نتيجة توريط بلدهم بمستنقع دفع فيه المواطن الأميركي ضريبة اقتصادية وخسائر بشرية هائلة، وثالثاً أن تعوِّض على شعب العراق كل ما دمرته من المرافق العامة والخاصة، وما أزهقته من أرواح، وما أحدثته من أمراض في بنية المجتمع العراقي على شتى الصُعُد.
فتحية لشعب العراق الذي التفَّ حول مقاومته الوطنية، وتحية لمقاومته لأنها وعدت فأوفت. وما تحديد مسار الحركة تجاه بغداد إلاَّ تلك الخطوة الثورية الجبارة، التي ستفتح الطريق نحو الجنوب حيث ستنطلق صفارات (القادسية الثالثة)، من أجل إعلان عراق عربي حر من الموصل إلى البصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *